حياتك بين ازدهار وانحدار ، في أي مرحلة أنت الآن؟
Jul 15, 2023
ظروف حياتك كما عقارب الساعة
أعجبني تشبيه د. واين داير لمراحل الحياة التى يمر فيها الانسان بحركة عقارب الساعة ⏰
- الساعة ١٢ تمثل حالة الانسجام مع الذات، مستقيمة، عامودية ومتجهى للأعلى.
- أما الساعة ٣ فهي أشبه بالانحراف عن الذات ويكون مثلا بتعرضنا لاهانه فنشعر بالغضب فننحرف عن ذواتنا.
- الساعة ٦ تشير إلى قمة انحدارنا وهبوطنا وتدمر كيانا فتظهر هذة الحالة في شكل أمراض أو طلاق أو موت عزيز أو خسارة مالية.
- الساعة ٩ تشبه خروجنا من المحنة أو المعاناه فنبدأ بالصعود من جديد باتجاه الذات.
- ونكمل الدورة لنصل إلى الساعة ١٢مرة أخرى ونعود لتألقنا واتحادنا مع ذاتنا الحقيقية ✨
هناك ملاحظة جميلة أيضا بما يخص حركة الساعة وهي أنها دائما تتحرك باتجاه اليمين ولا ترجع للخلف أبدا .. بمعنى أن الانسان دائما في حالة تقدم مهما كانت الظروف التى يمر فيها وهو أيضا لايستطيع الرجوع للماضي لتغير الأحداث وإنما عليه أن يواصل تقدمه باتجاه الأمام فقط .. وتستمر الحياة😊
ذواتنا الحقيقية وقمة إتصالنا بها
عندما كنا أطفال كنا في قمة اتحادنا مع ذواتنا الحقيقية، نمارس النشاطات التى نحبها ونلعب مع الاطفال كيفما كان لونهم او أًصلهم ونمرح طوال الوقت - هذة هي حالة الساعة ١٢.
فإذا كان لديك أطفال اسمح لهم أن يكونوا على طبيعتهم فهم بذلك أقرب لذواتهم 👧🏻👦🏻👶🏻
عندما كبرنا قليلا بدأنا نقلد من حولنا فنكره ما يكرهون ونحب مايحبون ونغير من سلوكياتنا حتى نحظى باستحسانهم، وهنا يبدأ انحرافنا عن الذات - فنكون في الساعة ٣.
ونستمر في هذا الانحراف من دون وعي ونعتقد أن تلك هي طبيعتنا وهذه هي شخصيتنا، حتى ندخل في أحد امتحانات مدرسة الحياة التي ذكرت في القرآن بأسم العسر.
فلايوجد انسان لم يمر في حاله عسر أو انحدار في حياته وقد يكون هذا العسر أو الانحدار على شكل فقد عزيز أو خسارة ماليه أو فشل في مرحلة دراسة أو إنتهاء علاقة عاطفية أوالإصابة بمرض أو حرمان من أمومة - فالجميع لابد أن يمر على الساعة ٦.
لكن ليست هذه هي المشكلة الحقيقية، لأن الموت أو النهايات هي من سُنن الحياة، فكل شيء في الطبيعة ينمو ويزدهر ثم يموت ثم ينمو من جديد كالأشجار ،، حتى النجوم في السماء تُولد وتموت ونحن البشر لا نشذ عن هذة القاعدة الكونية.
دعنا نتفق أن الانحدارات أو لحظات العسر هي جُزء من دورتنا وتجاربنا في الحياة
فإن لم تكن حالة العسر هي المشكلة، أين تكمن المشكلة إذا؟
المشكلة تكمن في البقاء في الانحدار والاستمرار فيه والوصول لحاله اليأس والقنوط. فمثلا قد يكون الشخص ثري للغاية وفجاه أو لسبب ما يخسر كل ثروته فيصل إلى انحدار في الجانب المالي، فإذا جزع ويأس واستسلم واعتقد أن لاحياة بعد هذا الموت المالى ولا نمو بعد هذا اللانحسار وظل بعيدا كل البعد عن ذاته ولم يحاول النهوض بنفسه والصعود ليقترب من الساعة ٩ فهنا تكمن المشكلة.
مثال آخر
تضع هدف لنفسك كأن تدخل تخصص معين أو جامعة معينه ولا يتحقق لك هذا الهدف فتدخل في
حالة حزن وشعور بالفشل وتكون في قمة انحدارك أي تصل إلى الساعة ٦، وترفض الخيارات البديلة كأن تغير التخصص أو تغير الجامعة وتبقى على هذا الحال سنوات شاعراً باليأس وتلوم الدنيا لأنك لم تحصل على حلم حياتك، فهنا تكمن المشكلة.
الخلاصة:
💡 تذكر كما أن هناك لحظات ازدهار، هناك أيضا لحظات انحدار وهي سُنه كونية تمر عليها جميع المخلوقات
💡 تذكر أن بعد الانحدار أي الدخول في الساعة ٦، هناك نمو فاجعل انتباهك وتركيزك على النمو والصعود نحو الساعة ٩ إلى أن تقترب من ذاتك مرة أخرى وتعود لتألقك وهو الساعة ١٢ 😇
مريم الخواجه
كوتش لقيادة الذات الحقيقية