بناء مسارك المهني

الحب الغير مشروط، هل يزهر في العلاقات؟

هل هذا هو الحب Apr 18, 2023
الحب الغير مشروط

 فناك نوعين للحب أحدهما سالب والآخر نشط، فما الفرق بينهما؟  

 

يتحدث الكثيرون عن الحب الغير مشروط والذي يتم تعريفه أنه حب روحي يتصف بتقبل الطرف الآخر كما هو بكل مافيه من عيوب وبكل مافيه من أسباب قد تدعونا للرفض أو تحفز عندنا الكثير من الآلام.

الحب الغير مشروط الذي يتحدثون عنه يدعونا لنغفر ونتجاوز الإختلافات والفروقات ونقلل من شأنها ونعي أنها فروقات مادية موضوعة وهمية وغير حقيقية.

ولكن بين طيات مفهوم الحب الغير مشروط والطريقة التى يتم فيها الترويج له، يتم تجاهل أهمية القيم العليا والحدود الشخصية والأخلاق والنزاهة والصدق والشفافية والاحترام والتقدير والمراعاة.

عندما يقوم الطرف الآخر بتجاهل كل ذلك ونقبل نحن بهذا التجاوز ونغفر ونتقبل بإسم الحب الغير مشروط،
فبالنسبة لي هذه ليست روحانية ووعي وإنما خنوع واستسلام ولعب لدور الضحية باسم الشخص الواعي الروحاني.

 

هل توجد أسباب للحب وأسباب لعدم الحب؟ 

الحب دوما وأبدا سيكون بأسباب،
لأن الكون كله مبني على أساس السبب والنتيجة.
لا يمكن أن تحب شخص من دون سبب فهناك دوما أسباب.

وهنا تم الخلط بين مفهوم الأسباب ومفهوم الشروط.

 

الشروط تقول أنك لن تحب فلان إلا إذا فعل كذا وكذا، هذا في الأصل يعني أنك لا تحب الشخص.
فمن الأصل لاداعي لتسمية هذا النوع من العواطف حب لأنه ليس بحب، وإنما تحكم وسيطرة.

ولكن الحب دوما بأسباب وهذه طبيعة الحياة - سبب ونتيجة.

عندما تحب شخص أنت تحبه لسبب، وعندما تختار أن لا تحب شخص فأيضا لسبب.

 

تكررا مصطلح الحب الغير مشروط في أوساط الوعي وتطوير الذات، يجعل الشخص يقبل الأذي النفسي، والألم والعنف أو الاهمال والتجاهل، بإسم الحب الغير مشروط، وهذه مجرد صورة أخرى لدور الضحية، ولكن برتبة ووسام الوعي والروحانية.

عندما تختار أن تحب شخص، فعليك أن تحبه لأسباب. 
وعندما يكون حبك لهذا الشخص يلحق فيك الضرر النفسي أو الجسدي فعليك أن تضع الحب جانبا وتستخدم عقلك وحدسك في تقييم الأمور.

 

الحب السالب والحب النشط 

الحب الغير مشروط حب سالب يدعوا للتنازل ولا يُحفز الشخص الذي تحبه للتحسين من نفسه، أو تقديم شيء للمحافظة على هذا الحب وهذه العلاقة.

بينما الحب الحقيقي هو حب نشط يتضمن العمل والعطاء والتحسين من الذات وتقديم وطلب التغذية الراجعة بين الطرفين ليقوم كل واحد منهما بالتعامل مع الطرف الآخر بما يتناسب مع احتياجاته النفسية والشخصية والفكرية والروحية والجسدية.

 

أؤمن بالحب الحقيقي النشط، ولا أؤمن بالحب السالب الساكن، المدعو بالحب الغير مشروط. 

 

 

مريم الخواجه 

كوتش لإعادة بناء الذات والاتصال بالجوهر