بناء مسارك المهني

الحب المطلق والحب المشروط، أيهما تستشعر؟

هل هذا هو الحب Mar 21, 2023
الحب_المشروط

 

الحب له صور وأشكال متعددة

لكن لسبب ما قد يكون الاعلام أو الثقافات أو انغماسنا في الماديات وابتعادنا عن الروحانيات، جعل مفهوم الحب يقتصر على صور محجمة وعلاقات محددة، فانحسر عطائنا العاطفي على أشخاص معينين، وبالمقابل قلت فرص استقبالنا للحب واستمتاعنا به. 

 

هناك نوعين من الحب:

  1. حب مطلق غير مشروط
  2. وحب محدد بشخص معين أو شيء معين ويعرف بالحب المشروط 

 

الحب المطلق هو الحب السامي، الذي تستشعره في داخلك من دون سببب. يكون هذا الحب مرتبط بقيم عُليا مثل الرضا والقناعة والسعادة والايمان والييقين، اليقين أن كل شيء في الكون محكم ومن تدبير الخالق سبحانه وتعالى.

 

فمجرد أن تتأمل في كل الموجودات مثل النباتات من أشجار وأزهار وكذلك السماء والسحاب، والطيور والحشرات، وأيضا الجمادات من بحار وجبال، سوف تستشعر وجود الحب فيها، لأن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون بحب ومن أجل الحب، ذلك الحب المتضمن السلام والشعور بالأمان.

 

ونتيجه لهذا المفهوم، يكون تعاملك مع كل الموجودات من منطلق الحب، فلا تؤذي أحدا ولا تكره أحدا ولاتنافس أحدا. فقد يبدوا هذا الكلام غير منطقي على الاطلاق، لأننا في الأصل بشر وفي داخلنا نفس لها جانب مضيء ملائكي وجانب مظلم شيطاني.

 

ولكن إن تمعنا قليلا في من هم حولنا من أحبه وأخلاء وفلذات إكباد ومارسنا استشعار الحب معهم بالرحمه والكلمة الطيبة والحضن الحانى، سيزيد مخزون الحب في داخلنا وإذا استمرينا على هذا المنوال سيكون في داخلنا مخزون يكفي لنحب الكون بأسره.

 

أما الحب المشروط الذي هو أشبه بالتعلق، هو الحب الذي لاتستشعرة في داخلك إلا عن طريق حصولك على شيء معين تحدده بنفسك أو قد يكون قد بُرمجت عليه ممن هم حولك. فمثلا لاتستشعر الحب إلا بوجود زوج (ذكر أو أنثى) أو وجود ابن أو ابنه، أو وجود أم أو أب أو وجود صديق أو صديقة، وإذا غاب هذا الشخص أو رحل أو لم يكن موجود من الأصل تفقد الشعور بالحب ولاتستشعرة ابدا.

 

والجانب الأسوء من الحب المشروط هو أن تحب فلان إذا فعل كذا أو إذا قدم لك كذا، فمثلا يربط الزوج حبه لزوجته بمدى طاعتها له، وتربط الام حبها لابنها بحس سلوكه من عدمه، وتربط الفتاة حبها لصديقتها بمدى تعاطفها معها ومجاملتها لها. 

 

فتجد في الحقيقة أن هذا الحب المشروط هو في الأصل مشاعر بعيده كل البعد عن الحب الحقيقي، وإن تبحرت فيه أكثر ستجد أن هذه المشاعر قد تكون شعور بالاهمية، في حالة الزوج وزوجته أو شعور بالتحكم والسيطرة ، في حالة الأم وابنها، أو شعور بالقبول والاهتمام، في حالة الفتاة مع صديقتها، وقس على ذلك صور متعدده. 

 

الخلاصة: 

متى ما استشعرت حباً في داخلك تجاه شخص أو شيء عبر عنه أو ركز فيه واستمتع به

 

  

مريم الخواجه 

كوتش لإعادة بناء الذات والاتصال بالجوهر