بناء مسارك المهني

سلوكك هو المسؤول عن حالتك النفسية والجسدية

تطوير الذات Jul 18, 2023
السلوك والحالة الصحية

 

📌 كيف يمكن لسلوك الفرد أن يؤثر على حالته النفسية أو صحته الجسدية؟؟

 

سنتعرف على ذلك في 3 نقاط ✍🏻

 

1️⃣ التهديد بالخطر أو الاعتداء

إذا واجهت موقف أدى إلى غضبك أو انفعالك أو كان فيه اعتداء عليك بالقول أو الضرب اعلم أن جسدك قد قام بافراز هرمونات تساعدك على الهجوم أو الهروب وهي القدرة على الركض السريع وهذه استجابة فسيولوجية تلقائية تحدث في أجسامنا عند التعرض للخطر أو التهديد (أي اعتداء عليك بالقول أو الفعل يعتبر تهديد للنفس).

 

لكنك إذا لم تقم بالرد أو الدفاع عن نفسك في نفس اللحظة وإذا لم تقم بأي حركة جسدية تتناسب مع مقدار التوتر الذي انتابك في ذلك الموقف، فإعلم أن مستوى هذه الهرمونات مازال مرتفع في دمك وبقائها فيه سيسبب لك نوع من القلق والتوتر المزمن أو رغبة بالانتقام حتى بعد زوال المؤثر.

 

الموقف هذا قد يكون حدث بينك وبين زميلك في العمل أو مديرك، فمن الطبيعي أنك لن تهجم عليه أو تهرب من أمامه، لكن عليك أن تدرك أن جسدك قد تهيئا لردة فعل دفاعية، فكل ماعليك فعله هو القيام بنشاط بدني يساعدك في التخلص من هرمونات الضغط والتوتر وهذا النشاط قد يكون بالمشى السريع أو الجري أو السباحة أو الملاكمة أو أي نشاط أخرأنت معتاد عليه.

 

وعند قيامك بهذا النشاط البدني سوف تتخلص من كل المواد الكيميائية الزائدة التى أفرزت في جسدك. حيث أن بقائها قد يسبب مشاكل نفسية كالإكتئاب أو الحزن أو الغضب أو مشاكل جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو الأرق أو فقدان الشهية أو الشره في الأكل.

 

📌 ماذا لو حدث موقف الاعتدا اللفظي أو الجسدي للأطفال؟؟

الأطفال عادة عندما يواجهون مثل هذه المواقف لاتصدر منهم أي ردات فعل تجاه الشخص الذي اعتدى عليهم، بل تحدث لهم حاله مختلفة عن الهجوم او الهروب وهي الجمود. وتلك التجربة تخزن في عقلهم الباطن وتسمى في علم النفس "العقدة" وعند تكرر نفس الموقف أو حدوث مواقف مشابه تتراكم هذة العقد مما تؤثر على سلوك ونفسية الشخص عند الكبر.

 

في صغرك قد تكون مررت بمواقف فيها نوع من الضغط أو التهديد ولم تقم تجاهها بأي ردات فعل للدفاع عن نفسك وقد تكون أيضا لم تتحدث عن هذه المواقف مع أحد من أفراد اسرتك. لكن اعلم أن هذه العقدة قد خُزنت في عقلك الباطن وقد يكون لها انعكاس على تصرفاتك أو شخصيتك في الوقت الحالى.

 

إن شعرت أن هناك موقف حدث لك في الطفولة وكان له تأثير سلبي على نفسيتك في ذلك الوقت، فمن الجيد تبوح عنه إما لنفسك أمام المرآه أو كتابته على ورقة وأفضل من ذلك هو الحديث عنه مع شخص مقرب لك قادر على الانصات لك واحترام مشاعرك دون الاستهزاء بها أو اصدار الأحكام عليك. 

 

بعد البوح عليك استبدال هذةه العقدة بتجربة جديدة أي استبدال الملف الذهني السلبي بملف إيجابي جديد يحل محل العقدة وذلك عن طريق ترديد بعض الكلمات والعبارات التى تشعرك بالقبول والامان

  •   مثلا: أنا آمن في جسدي الآن
  • أنا أقبل نفسي كما هي الآن
  • أنا قادر على حماية نفسي 

 

 

2️⃣ أي شيء يحدث لنا هو عبارة عن طاقة

لابد من تقبل أي موقف سلبى يأتى إليك. أي شيء يحدث لنا هو عبارة عن طاقة إما سلبية أو إيجابية. وسلبيتها أو إيجابتها أمر نسبي ويختلف من شخص للآخر.

 

فمثلا إذا طلب منك مديرك الانتقال إلى قسم آخر قد تعتبر هذا القرار أنه مشكلة تهدد استقرارك وروتينك الذي اعتدت عليه في العمل وقد يشعرك هذا الشيء بالتوتر أو القلق 😥 وقد تواجه هذا القرار بالرفض أو المقاومة 😡

 

شخص آخر قد يواجه نفس الموقف ويطلب منه مديره في العمل الانتقال إلى قسم أخر! هذا الشخص قد ينظر لهذا التغير على أنه فرصة للتطوير واكتساب مهارات جديدة أو أنه نوع من التحدي الذي سيكسر روتين العمل 🤔 فيشكر المدير ويقبل قراره 🙂

 

نفس الحدث ولكن كل شخص نظر له بمنظور مختلف وكانت مشاعره بناء على ذلك المنظور وكان سلوكه بناء على تلك المشاعر.

إذا الفكرة تؤدي إلى ⬅️ شعور
والشعور يؤدي إلى ⬅️ سلوك

 

اعلم أن أي شيء يحدث لنا هو عبارة عن طاقة. إذا قمت بمقاومة الحدث بالرفض أو الانكار سوف يلازمك لأنك قابلت الطاقة بطاقة 🔄 لكن إذا تقبلت الحدث أو الخبر السلبي ورحبت فيه ستجعله يمر بسلام ولن يؤثر فيك سلباً.

وهذا المقصود في قول الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ".

أي الصبر الذي لايصاحبه اعتراض أو غضب أو سخط أو تذمر .

 

📌 كيف نتخلص من المشاعر السلبية؟ 

من أحد الطرق الفعّالة في تقبل الأحداث السلبية أو المشاعر السلبية هي ترديد عبارة "أنا أقبل" أو عبارة ”أنا أخترت هذا الشعور"

مجرد إرسال رسائل القبول لعقلك الباطن سوف يشعرك ذلك بالراحة والرضا وكذلك عندما تبين لعقلك أنك المسؤول عن اختيار مشاعرك سيساعدك ذلك على التخلص من الشعور السلبي في غضون دقائق ولن تصدر منك أي سلوكيات سلبية.

 

إذاً عود نفسك على ترديد هذه العبارات البسيطة ذات التأثير السحري 👌🏻

" أنا أقبل" أنا أقبل " أنا أقبل"

"أنا أخترت هذا الشعور" أنا أخترت هذا الشعور"

 

 

3️⃣ مشاعر الرفض والأمراض المستعصية

يعتقد البعض أن مايصيبه من أمراض أو ابتلائات فهي محن قد قدرها له الله وكأنها ابتلاءات نزلت من السماء على هذا الشخص من دون أن يكون له يد فيها أو من دون سابق إنذار- لكن هذا المعتقد خاطىء.

 

فالله سبحانه وتعالى خلق الكون ووضع فيه موازين معينة ونظم دقيقة عادلة قائمة على السبب والنتيجة. فكل شيء يحدث قد تسببت له الأسباب ولم يكن من نتاج الصدفة.

لقوله تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) [النساء - 79]

 

فمثلا الاشخاص الذين يصابون بالسرطان في عمر كبير هم أشخاص عاشوا حياتهم يرفضون فيها شيء ما إما زوج أو ابن أو ابنه أو وضع اجتماعي أو نظام أو أي شيء أخر، مما يوّلد في اجسامهم خلايا سراطانية ترفض العيش بسلام في هذا الجسم.

 

الخلية السرطانية خلية جشعة تحبس الغذاء في محيطها وتمنعه عن باقي الخلايا - أي أنها خلية تتسم بالظلم والعدوان. السرطان يأتي الاشخاص الذين يعتدون على حقوق الغير ويظلمونهم أو يظلمون أنفسهم بحيث يقدمون مصلحة الآخرين على مصلحة أنفسهم أو يقدمون راحة الآخرين على راحة أنفسهم.

تذكر! ولنفسك عليك حق.

 

إذا..

  • أي مشاعر رفض تخزن في الجسم ومع مرور الزمن تظهر على شكل مرض عضوي.
  • السلوكيات الخاطئة مثل الظلم والاضطهاد وأهم صورها ظلم النفس أو اضطهاد النفس قد تتطور من سلوك على مستوى الشخص إلى سلوك على مستوى الخلية.

 

مريم الخواجه 

كوتش لإعادة بناء الذات والاتصال بالجوهر