ما الغاية من المعاناة الحياتية؟
Jun 18, 2022هل النتيجة التى أعيشها الآن تستحق المعاناة التى عشتها سابقا؟
قد تقول أن المعاناة تأتينا بهدف التطور الشخصي، ذلك صحيح ولكن، كيف نعرف أننا حققنا التطور الشخصي اللازم وأن معاناتنا لم تذهب سدى؟
هل سبق وأن طرحت السؤال التالي على نفسك: هل النتيجة التى أعيشها الآن تستحق المعاناة التى عشتها سابقا؟
هذا واحد من الأسئلة الكبرى التى يجب أن نتطرحها على أنفسنا بعد أن نتعرض لمعاناة حياتية ونخرج منها، يجب أن نتأكد أن حياتنا بعد المعاناة والمسار الذي أخترنا أن نتجه له نتيجة لتلك المعاناة، هي حياة و مسار يستحق ثمن المعاناة التى عشناها. ستطرح ذلك السؤال عندما تؤمن أن الحياة ليست عبثية وأن الحياة لا تريدنا أن نتألم و نتعذب فيها، وإنما الحياة تريدنا أن نفوز ونكسب، لكن مفهومنا عن الفوز والكسب قد يختلف كثيرا عن مفهوم الحياة عن الفوز والكسب والتطور والاستمرارية. ففي الطبيعة توجد قوانين لا يمكن لنا أن نتحملها كبشر، كسقوط أوراق الشجر في فصل الخريف وموتها في فصل الشتاء ثم عودة الحياة فيها في فصل الربيع، لتثمر وتنمو حتى فصل الصيف. من منا قد يتحمل مثل هذه التغييرات الجذرية في الشكل والوظيفة والآداء مع كل فصل سنوى وعلى مدار سنوات العمر؟؟
وهل نستطيع أن نقول أن الحياة تكره شجرة التفاح وتعذبها عبر الفصول؟
أم أن شجرة التفاح سعيدة بهذه التغييرات على مدار العام؟
ودعني أخبرك أن مثل هذه التغييرات تحدث لنا نحن البشر أيضا، ولكن ليس بصورة ظاهرية كما يحدث للأشجار
فهل نحن سعداء مع هذه التغييرات؟؟
قد لا نكون كذلك عندما تحدث، ولكن هل نحن مقدرين للمعاناة بعدما نتجاوزها مدركين بأن الثمن الذي دفعناه خلالها يستحق النتيجة التى وصلنا لها؟
هذا من أهم الأسئلة التى يجب أن تطرحها على نفسك كما أخبرتك سابقا، وهو جزء من مسؤوليتك تجاه نفسك بأن لا تسمح لأي معاناة أن تسحقك ومن ثم تخرج منها كضحية من دون قدره وحيلة
- بل عليك أن تخرج منها منتصرا وشخصا آخر لا يشبه ما كنت عليه
- أن تخرج منها بولادة جديدة لروحك و فناء تام لزيفك
- أن تخرج منها وقد أعدت بناء ذاتك بالكامل
- بناء ذاتي على المستوى الروحي و الفكري و النفسي
وهذه هي الطريقة التى أنظر من خلالها للهدف من المعاناة، فهي تقدم لك فرصة إعادة بناء ذاتك وتشكيل حياتك و رسم مسار خاص فيك لا يشبه الحشد. لذلك أحب أن أشاركك بمراحل بناء الذات الثلاثة التى مررت بها شخصيا، فأصبحت نهج بنيت عليه رسالتي في الحياة لأساعد الآخرين في بلوغه وتحقيقه
لماذا؟
لأن معاناتك لا بد وأن يكون لها ثمن وثمن غالي ورفيع، لأنك تستحق ولأن الحياة تريد منك أن تفوز.
تعرفي على مراحل إعادة بناء الذات والاتصال بالجوهر من هنا
دمت بحب وطاقة
مريم الخواجه