The Dark Night of the Soul - الليلة المظلمة للروح
- هل سبق وأن سمعت هذا المصطلح من أحد المدربين في مجال الوعي وتطوير الذات؟
- هل مررت أنت شخصيا بالليلة المظلمة للروح؟
- هل تعرف ماهي علامات هذه الليلة وهل هي فعلا ليلة واحده أو أكثر؟
لطالما أجلت الحديث عن هذا الموضوع لما له من تشعبات وتفصيل دقيق وجوانب مختلفة ولأن رأيي فيه قد يختلف عن ماهو مطروح في الساحة، ووضحت جانب كبير حول هذا الموضوع في فيدوهات على قناتي على اليوتيوب بعنوان ولادة روح وموت ذات مزيفة
وفي هذا المقال أحب أن أشاركك بالقليل حول هذه الحالة التى يمر بها الكثير من الناس أثناء رحلة الوعي وتطوير الذات أو خلال الإنتقال عبر مراحلهم العمرية المختلفة أو بعد التعرض لصدمة عاطفية غير متوقعة تهز كيانهم.
وأول شيء تلاحظة أني غيرت المسمى لأن الروح لا تموت بل تظهر وتتجلي ومن يموت هو الإيجو أي الذات المزيفة، والموت هنا نقصد فيه التوقف عن السيطرة والتلاشي أو التنحي من أن يكون في الواجة.
عندما تكون هويتك منبثقة من إيجو سلبي مثلا إيجو الضحية أو إيجو المنقذ أو إيجو المظلوم أو إيجو اليتيم (نعم توجد أنواع كثيرة للإيجو) وتعيش حياتك من منطلق هذه الهوية فأثناء رحلة الوعي وتطوير الذات وبسبب رغبتك في التغيير وإرتفاع الوعي لديك، قد تحدث لك الليلة المظلمة للروح أو المسمى الأكثر دقة هو الليلة المظلمة للإيجو ومن خلال هذه الليلة تبدأ في إدراك أن الإيجو المسيطر عليك (الضحية على سبيل المثال) قد دمر حياتك وأنه سبب لتعاستك وسوء حالك، وخلال هذه اليقظة والإدارك تبدأ في الخروج من تحت سيطرة إيجو الضحية تدريجيا.
بمعنى في السابق كنت تشعر وتعتقد وتفكر وتؤمن أنك ضحية بمعني أنك ترى حياتك من خلال عين الضحية - أي أنت والضحية كيان واحد، لكن أثناء الليلة المظلمة للإيجو أنت تبدأ في إدراك أن إيجو الضحية لايخدمك بل دمر ذاتك وحياتك وأنك لابد وأن تتوقف عن لعب هذا الدور.
وهنا تبدأ تدريجيا بالإنفصال عن إيجو الضحية، وبدل النظر من خلال عينيه، أنت تراه بعيون أخرى وبدل أن يكون هو المتحدث الآن أصبح هو المتهم وأن هناك صوت أخر بدأ بالحديث وتقييم حياتك.
وهذا الصوت الجديد هو إنبثاق وولادة لذات جديدة مدعومة من الروح، ذات أكثر استحقاق وأكثر إيمان بنفسها مقارنة بالذات الضحية، ولأن الذات الزائفة (إيجو الضحية على سبيل المثال) هو هوية وكيان عاش من خلالك فهو يأبي الموت ويخاف أن يتلاشى، وهنا تبدأ المقاومة من الذات الزائفة التى ترفض الموت (التنحي) وأيضا المقاومة منك أنت شخصيا لأنك تخاف المجهول وتشعر أنك أصبحت بلا هوية وبلا تعريف فالذات الجديدة لم تولد بشكل كامل ولم تصل لمرحلة التمكين الكافي كي تقود حياتك
فمازالت تنقصك المهارات، فمن أنت إذا؟؟
ماهي أعراض الليلة المظلمة للإيجو؟
ومن أعراض هذه الليلة أنك تشعر وكأن جزء منك يتم انتزاعه وتغلب عليك مشاعر الحداد وكأن شخص فعلا قد مات
ولذلك أطلق على هذه الليلة أنها مظلمة ووصف التغير الذي يحدث على ذاتك بالموت
لأنك فعلا تشعر وكأن شيء قد مات وهو ذاتك الزائفة التى كنت عليها طوال حياتك
أيضا الشعور بالغربة وعدم الإنتماء، وكأنك شخص غريب في عالم لم تعد تألفه ولا تعرف كيف تتعامل معه الآن
الشعور بعدم القدرة على فهم أو وصف ما تمر به، تعرف أن هناك شيء قد اختلف ولكن لا تعرف كيف تحدد
تشعر وكأن غشاوة قد كشفت عن عينيك وبدأ ترى ذات الأشياء ولكن بنظرة جديدة بحقيقة جديدة، بدأت ترى الآشياء على حقيقتها وكأنك تراها لأول مرة
متى تحدث الليلة المظلمة للإيجو عادة؟
تتزامن هذه الليلة والأطوار التى تمر فيها الذات، مع إنتهاء عالم كنت تعرف نفسك من خلاله مثلا إنتهاء علاقة أو وظيفة أو دور كنت تلعبه، بمعنى أن عالمك ومن تكون فيه أيضا يموت وليس فقط ذاتك الزائفة، وفي هذه الحالة وفي الكثير من الأحيان يحاول الإيجو السلبي أن يحافظ ويتمسك بعالمه ويرفض أن يتخلي عنه، فنجد أن الشخص قد وصل لقرار الإنفصال ولكنه بعد الطلاق وبسبب تهدم العالم الذي كان يعرفه يبدأ بالتراجع عن هذا القرار ويبدأ في عمل محاولات لإصلاح العلاقة السابقة، وكل هذه المحاولات تزيد من صعوبة ولادة الذات الجديدة والعالم الجديد المرتبط بها
وللأسف قد يعلق الكثير من الناس في هذه الليلة بسبب المقاومة والخوف من المجهول
كيف نخفف من شدة آلام الليلة المظلمة للإيجو؟
كما ذكرت لك في مقدمة هذا المقال فإن ولادة الروح وموت الذات المزيفة أو الليلة المظلمة للإيجو موضوع متشعب وهي حالة نفسية وروحية يمر بها الكثر منا دون أن يعلموا، ودوري هنا أن أخفف عليك هذه المعاناة وأفتح بصيرتك حول هذه الليلة (يطلق عليها ليلة مجازا) وأقول لك إن كنت قد مررت أو مازلت تمر في هذه الليلة فأسوء شيء قد تقوم به هو أن تقاومها أو أن تخاف منها
والأمر الآخر الذي أريد أن أخبرك به هو أن الذات المزيفة ماهي إلا قناع وما تمر به هو سقوط لهذا القناع، وعندما يسقط القناع قد شعر بالتعري ولكن هذا الشعور مجرد وهم وهو شعور ذاتك المزيفة، أما الحقيقة فتكمن أن روحك بدأت بالتكشف أكثر وأن ذات جديدة في طور الظهور
وككوتش لإعادة بناء الذات والإتصال بالجوهر، فقد صممت لك رحلة اكتشاف الجوهر التى تساعدك في معرفة ذاتك الحقيقية المجردة من الأقنعة، فبعد موت ذاتك المزيفة ليس عليك أن تحتار ماهي الذات التى عليك أن تكون عليها الآن، بل عليك أن تعرف من أنت حقا على أعمق مستوى وتجعل كينونتك ومكونات جوهرك هي البوصلة التى ترشدك لعيش ذاتك الحقيقية التى تحمل بصمتك الروحية
تعرف المزيد حول رحلة اكتشاف الجوهر من خلال قراءة المقال التالي
تمكين الذات من خلال مكونات الجوهر
مريم الخواجه
كوتش لقيادة الاذات الحقيقية