بناء مسارك المهني

الفرق بين المسار الوظيفي والمهني، وأيهما أنسب لك؟

اكتشاف الجوهر تطوير الذات Oct 29, 2024
المسار المهني والمسار الوظيفي

 

هل سبق وأن سمعت بمصطلح المسار الوظيفي والمسار المهني؟

قد تعتقدي أن المصطلحين مترادفان ويعبران عن ذات المفهوم، ولكن بالرغم من وجود تشابه بين المسارين إلا أنه في الحقيقية توجد اختلافات جوهرية بين المسار المهني والمسار الوظيفي وهذا ما سأوضحه لك في هذه المقالة:

 

قبل أن نشرع في الحديث عن أوجه التشابه والاختلاف بين المسار المهني والمسار الوظيفي، دعينا نلقى نظرة أولا على شرح المسميات نفسها:

 

فما هو المسار الوظيفي أصلا؟ وما هو المسار المهني يا ترى؟

 

المسار الوظيفي:

  • هو المسار الذي يسلكه المرء رغبة في الحصول على عمل مقابل تعويض مادي.
  • هذا المسار يتطلب الحد الأدنى من المهارة للدخول فيه، ومع التعلم والتطوير واكتساب الخبرة العملية يمكن للمرء أن يترقى في السلم الوظيفي فيحصل على مسؤوليات أكبر مقابل مميزات مادية ومكانة وظيفية أعلى.
  • المسار الوظيفي هو عبارة عن علاقة عمل بهدف تبادل المنافع. فصاحب العمل يوكل المهام المطلوبة للموظف، والموظف يقوم بتنفيذها بشكل متكامل مقابل الامتيازات التي يلتزم صاحب العمل بتقديمها، كالأجر المادي، التدريب والاشراف، وتكاليف الرعاية الصحية.
  • المسار الوظيفي يتحكم فيه ثلاث عوامل: الوقت والجهد مقابل المال.
    • كلما التزم الموظف بتقديم وقته وبذل جهده في العمل كلما التزمت المؤسسة بدفع المقابل المادي له.
    • الاستمرارية في العمل غير ملزمة لأي من الطرفين ولكنها قائمة على أساس الاحتياج.
    • فطالما أن صاحب العمل محتاج لجهد ووقت الموظف وطالما أن الموظف محتاج للعمل مقابل المال، فعلاقة العمل مستمرة بينهما.
    • مجرد زوال الاحتياج عن أي واحد من الأطراف يمكن لهذه العلاقة بين الموظف ورب العمل أن تنتهي.
  • المسار الوظيفي يمكن التنقل فيه بصورة هرمية كأن يترقى الموظف عبر السلم الوظيفي لمنصب أعلى وبمسمى وظيفي أعلى، فيستمر في نفس مجال عمله ولكن مع اختلافات في طبيعة المسؤوليات (إشرافية عادة) ويترتب عليها في المقابل زيادة في الامتيازات.
  • الطريقة الثانية للتنقل في المسار الوظيفي هو الانتقال الأفقي، فينتقل الموظف من قسم إلى قسم آخر في نفس مجال عمله أو ينتقل من مجاله إلى مجال مختلف تماما.
  • الانتقال والترقية في المسار الوظيفي يعتمد على رغبة الموظف في إثبات نفسه، وعلى مدى توفر المناصب الشاغرة في المؤسسة التي يعمل بها.  

 

المسار المهني:

  • هو المسار الذي يسلكه المرء طواعيا بسبب شعوره بالشغف تجاه المجال أو المهنة التي قام باختياره بملء إرادته بغض النظر عن مجال تخصصه وسنوات خبرته، والظروف المحيطة به.
  • ولأن المسار المهني يتم الدخول فيه بشكل اختياري وبدافع الرغبة والحب وليس بناء على الصدفة وتوّفر الشاغر كما هو الحال في المسار الوظيفي، فإن مجال التميز والنمو الشخصي والتطوير المهني والابداع والاحترافية والشهرة والنجاح أعلى بكثير في المسار المهني منها في المسار الوظيفي – إن وجدت –
  • فالمسار المهني مرتبط بميول الشخص واهتماماته ورغبته في الاستزادة من مجال تخصصه، لذلك فإن التنقل في المسار المهني يكون بشكل رأسي فقط.
  • الامتيازات التي يحصل عليها المرء في المسار المهني تفوق التعويضات المادية والمسميات الوظيفية، بل تشتمل إشباع لاحتياجات نفسية،
    • كالشعور بالقيمة، والتميز، والشغف، والإبداع، والإنجاز، واستثمار الإمكانيات، والتعبير عن الذات، وحرية الاختيار.
    • قد تكون هذه الاحتياجات كافية بالنسبة للمرء لدرجة أنه قد يتطوع أو يمارس مجال شغفه كهواية من دون أي مقابل مادي مكتفي بالاشباع المعنوي الذي يحصل عليه جراء ممارسته لما يحب.
    • في حال تحوّل هذا الشغف والاهتمام إلى مجال عمل فإن المردود المادي يمكن له أن يفوق المبالغ المادية التي يتم تخصيصها في سلم الرواتب للموظفين.   

 

الآن وبعدما عرفنا معانى تلك المصطلحات دعينا نبين نقاط التشابه والاختلاف بين هذين المساريين

 

نقاط التشابه بين المسار المهني والمسار الوظيفي:

  1. نقطة البداية قد تكون واحد، فالمرء يبدأ بوظيفة تقليدية ثم أثناء ممارسته لها يكتشف أنه شغوف بمجال مهني معين فيقرر أن يتخصص فيه فبذلك ينتقل من مسار وظيفي إلى مسار مهني في نفس المجال.
  2. كلا المسارين يمكن التنقل بهما بطريقة رأسية من خلال الحصول على ترقيات في المناصب الوظيفية، وما يتزامن معها من زيادة في المسؤوليات والامتيازات الاجتماعية والمادية.
  3. كلا المسارين يمران بمراحل التوظيف نفسها بداية من التقديم، وإجراء المقابلات الشخصية والتوظيف مرورا بالترقيات حتى الوصول لسن التقاعد.
  4. المسار الوظيفي هو مسار محدد من قبل مؤسسة أو منظمة أو وزارة العمل. المسار المهني يمكن أن يكون كذلك في حال كان شغف المرء ومجال اهتمام يوجد له مسمى ووصف وظيفي.

 

نقاط الاختلاف بين المسار المهني والمسار الوظيفي:

  1. المسار الوظيفي مدفوع بالاحتياج المادي وما هو متاح من فرص عمل، بينما المسار المهني مدفوع بالشغف وحب المجال والرغبة بالتميز فيه.
  2. المسار الوظيفي فيه ثبات من ناحية المسمى الوظيفية والمهام الوظيفية، فيمكن للمرء أن يثبت في نفس الوظيفة حتى سن التقاعد، بينما المسار المهني فإن الثبات ليس خيارا فيه لأن الدافع الأساسي من دخول المرء في المسار المهني هو الرغبة في النمو الشخصي والتطوير المهني.
  3. عادة الموظفون لا يستقرون في وظيفة معينة طوال مسيرتهم المهنية، فإما بسبب عوامل داخلية مرتبطة بالمؤسسة التي يعملون بها أو بسبب دوافع شخصية مثل الرغبة بالتغيير وكسر الروتين أو الحصول على وظائف ذات متطلبات زمنية وطاقية أقل، فإن الموظفين يغيّرون مجال أعمالهم، بينما عندما يختار المرء مجال شغفه فغالبا يستمر فيه ولا يفكر في تركه والانتقال لمجالات أخرى.
  4. المردود المادي في المسار المهني أعلى بكثير من الردود المادي في المسار الوظيفية، لأن الوظائف تعتمد على المهارات اللازمة لتأدية المهام المطلوبة بالإضافة إلى الالتزام بموعد الحضور والانصرافـ، بينما المسارات المهنية تعتمد على تنوّع المهارات واحترافية الأداء والتخصص المعرفي والخبرة المتراكمة، التي يحصل عليها المرء من خلال اجتهاده في التطوير من نفسه في مجال اهتمامه.
  5. مستوى الرضا الذاتي والانسجام النفسي في المسار المهني أعلى بكثير منه في المسارات الوظيفة. فالمسار الوظيفي قد لا يضمن بالضرورة وجود راحة نفسية أو إحساس بالرضا، بل الأغلبية العظمى من الموظفين يشعرون باستياء تجاه مهامهم الوظيفية أو التزامهم الزمني تجاه هذه الوظائف مقابل الحصول على الأجر المادي الذي هم بحاجه له لتوفير حياة كريمة. بينما المسار المهني هو مسار مليء بالتحديات والإنجاز ومدفوع برغبة المرء بالتميّز والعمل على تحقيق أهداف مهنية محددة وضعها لنفسه مما يجعل الرحلة مسار ذو طابع شخصي يستحق العمل من أجله.
  6. بينما المسار الوظيفي هو مسار مرسوم ومحدد من قبل صاحب العمل ووزارة العمل، ولا يملك الموظف حرية اختيار المهام وأوقات العمل ومقدار الأجر كيفما يشاء. في المقابل توجد مساحة كبيرة من حرية الاختيار في المسار المهني حيث يمكن للمرء رسم وبناء وتشكيل مساره  المهني بنفسه وحتى تحديد مقدار دخله الشهري عن طريق بناء مشروعه الخاص.

 

السؤال الأهم يا ترى أي مسار يجب عليك أن تسلكِ؟

 

لا يوجد مسار صحيح بالمطلق ولا يمكن لنا القول أن المسار المهني أفضل من المسار الوظيفي أو العكس. بل إن الإجابة على مثل هذا السؤال تعتمد على عوامل مرتبطة بطبيعة الفرد الشخصية، وبناء على طبيعتك الشخصية سيكون أحد هذين المسارين هو الأنسب بالنسبة لك.

 

العوامل التي يجب النظرفيها لتحديد مسار العمل المناسب لك:

  1. هل لديك مجال اهتمام أو تشعرين بالشغف تجاه تخصص ما؟
  2. هل لديك استقرار مادي يمكنك الاستناد عليه لتوفير أساسيات المعيشة من دون الالتزام بوظيفة معنية؟
  3. هل لديك الجرأة والشجاعة لاختيار مجال تحبينه بصرف النظر عن رأي الأخرين فيه؟
  4. هل لديك الإصرار والعزيمة لتطوير نفسك بشكل ذاتي واكتساب المهارات والمعارف خارج نظام التعليم التقليدي؟
  5. هل تبحثين عن التميز والابداع ويهمك الإحساس بالقيمة والإنجاز أكثر من رغبتك في الاستقرار والثبات في جانب العمل؟
  6. هل لديك وعي كافي بقدراتك ونقاط قوتك وكيف يمكن لك توظيفها تحت إطار مهني يحقق لك مصدر دخل؟

 

  • إذا أجبتِ بنعم على الأسئلة التالية، فإن المسار المهني هو المسار المناسب لك،
  • بينما إذا إجاباتك كانت تتضمن الكثير من لا، فالمسار الوظيفي هو الأنسب لك في الوقت الحالي، وبينما أنت موظفة يمكنك العمل على التطوير من نفسك واكتشاف ذاتك وشغفك كي تكوني مستعدة أكثر للانتقال من مسارك الوظيفي إلى مسارك المهني.

 

إذا لديك فضول في معرفة كيف يمكنك بناء مسارك المهني بنفسك، فقد أعدّدت لكِ تدريب مجاني بعنوان:

كيفية بناء مسار مهني يشبهك نابع من شغفك من خلال هذا التدريب أشرح لك الخطوات اللازم اتباعها لاكتشاف مجال شغفك وكيفية تحويله لمصدر دخل عبر بناء مشروعك الخاص

 

احصلي على التدريب الحصري الآن