بناء مسارك المهني

ثلاث عقبات عليك أن تتجاوزها كي تتخذ القرار المناسب لك

تطوير الذات جلسات الكوتشنج Oct 15, 2022
عقبات اتخاذ القرار

 

  لماذا بعض القرارات تحدث بشكل تلقائي، والبعض الآخر يصيبنا بالحيرة والشلل الفكري؟

من بعض أمثلة جلسات الكوتشنج التى أقدمها للعملاء يدور موضوعها حول الحاجة لاتخاذ قرار. 

كقرار ترك العمل، أو تغير الوظيفة، أو البدء في تخصص جديد، أو قرار بخصوص علاقة زوجية. 

 

 

من أكثر الأمور التى قد يحتار المرء فيها هو الخروج من مرحلة وبدء مرحلة جديدة ، وكي ينتقل بين تلك المراحل فإنه بحاجة لأخذ قرار جديد. 

هناك بعض الأمور التى تحدث في حياتنا بشكل تلقائي ولا تحتاج إلى قرارات واعية مثلا الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى فالنظام التعليمي هو الذي يقرر تسلسل تلك المراحل فالقرار الذي ستتخذه قرار مُتوّقع، ولكن بعد التخرج من المدرسة أو الجامعة يبدأ المرء في مرحلة اتخاذ القرارات الشخصية، وكثيرا ما يصاب بالحيرة عند اتخاذ  قرار شخصي لبدء أمر جديد أو حتى إنهاء شيء قائم، كإنهاء مسار مهني أو علاقة حالية. 

مثل هذا النوع من القرارات هي قرارت صعبة على المرء، لأنها قرارات غير متوقعة وغير تلقائية، فأنت من عليه أن يختار؛ أنت من عليه أن يقرر ترك العمل أو إنهاء تلك العلاقة. 

 

من أكثر القرارات التى تشعرنا بالحيرة والتردد:

  • قرار إنهاء علاقة حالية
  •  قرار بدء مرحلة جديدة في مكان جديد 
  •  قرار تغيير وضع مهني دام لسنوات 

 

فجميعها قرارات غير تلقائية وغير متوقعة، وتحتاج منك لدرجة عالية من الوعي والمسؤولية تجاه نفسك كي تتخذ القرار المناسب لك، وكلما تم تأجيل القرار كلما زادت الحيرة وكثرة المخاوف وتضاعف الألم.

الخبر السار هو أن هناك ثلاث أمور إذا فهمتها ستتجاوز ثلاث أهم عقبات تواجهك أثناء عملية اتخاذ القرار

 

ثلاث أمور تحتاج لفهمها لتتخذ القرار المناسب لك:

  1. فهم حدسك وماذا يخبرك 
  2. فهم مخاوفك ودائرة المألوف بالنسبة لك 
  3. فهم نفسك ورفع وعيك في ذاتك  

 

فهمك لهذه الأمور يساعدك في تجاوز أهم ثلاث عقبات ستواجهك عند اتخاذ أي قرار: 

  1. عقبة أين أجد الجواب وإلى من أستمع 
  2. عقبة فقدان الأمان والخوف من المجهول 
  3. عقبة التفكير المشوش والرؤية الضبابية 

 

لنسهب في كل نقطة على حدى 

 

فهم حدسك:

عدم انتباهنا للحدس أو عدم فهمنا له، أو عدم تفسيرنا له بشكل صحيح، أو تجاهلنا له، سيضعف من قدرتنا على استشعار القرارات والخيارات المناسبة لنا.

يمكن تشبيه الحدس بالعضلة، كأي عضلة في الجسم فالحدس بحاجة أن يتمرّن كي يقوى، وتقوية الحدس تكون من خلال الانصات له والانتباه لاشاراته. فاذا كانت لديك رغبة في بدء أمر ما أو إنهاء أمر ما،  فعليك أن تعرف لماذا؟ وحدسك هو الذي سيخبرك لماذا. 

لكن عندما لا تُمرّن عضلة الحدس، أي عندما لا تستمع للحدس أو لا تنتبه له أو عندما تستمع للأصوات الخارجية أكثر من صوتك الداخلي، فستكون في حيرة، وستكون عملية اتخاذ القرار صعبة عليك، سترغم نفسك على الانتظار والتحمل، ستنظن أن المشكلة فيك أنت وليس في الوضع التى تمر فيه.

 

مثلا: 

تظن أن لديك مقاومة أو رفض وأن عليك أن تتعامل مع الموضوع بمرونة أكبر حتى تنسجم معه، لكن تجد أن الأيام والشهور تمر والتقبل لم يحدث والانسجام والتكييف لم يحصلان، وشعورك بعدم الراحة مازال موجود، فالمسألة لم تعد مسألة مقاومة وإنما مسألة الحاجة للتغيير، وأي تغيير يحتاج إلى اتخاذ قرار

 

عندما تكون لديك رغبة في اتخاذ قرار ما، اسأل نفسك:

  • متى كانت أول مرة شعرت فيها برغبة في التغيير حيال هذا الأمر؟
  • ماهي الأسباب التى حركت هذه الرغبة في داخلي؟ 

 وانصت للجواب!! 

 

إدراك مخاوفك: 

العقبة الثانية التى ستواجهها عند اتخاذ قرار مصيري تكمن في الخوف؛ الخوف من المستقبل تحديدا - أي المجهول.

الخوف من المجهول بشكل عام هو خوف فطري موجود عند معظم البشر ويرجع السبب في ذلك هو أن أي مجهول قد يشكل خطر بالنسبة لنا. 

النشأة والمجتمع أيضا يساهمان في تعزيز خوفنا من المجهول ودوما ما يحفزنا الآخرون للتمسك بماهو آمن ومضمون وأن نبتعد عما هو غير مضمون. 

 

كأن يقال لنا:

  • اختر ماجربه الناس ولا تختر ماهو غير مضمون النتائج 
  • خلك مع المتعارف وأبتعد عن الجديد 

 

لكن الكثير منا يعلم أن الخروج من دائرة المألوف وبدء الدخول في المجهول وتفعيل جانب الشجاعة هو ما سيساعدنا على النمو والتطور والشعور بأننا أحياء وهو فعلا مانحتاج إليه عندما نكون عند مفترق الطريق. 

الحياة أيضا ستدفعك أن تتجه نحو المجهول طالما أنك غير مرتاح في دائرة المألوف، فالتغيير لابد أن يحدث ، لكن إذا كنت خائف من التغيير وخائف من المجهول فستكون عالق، وكثير من الناس عالقين في مرحلة معينة في حياتهم. 

ومحاولاتك في التكيّف هي ضد مصلحتك، لأن روحك تدفعك للتغيير والله يضمن لك رزق جديد على الدوام، ولكنك تمنع نفسك من الحصول عليه بسبب تمسكك بماهو مألوف. 

 

رفع وعيك: 

العقبة الثالثة التى ستواجهها في عملية اتخاذ القرار هي قلة الوعي بأبعاد المشكلة، فأنت بحاجة للحصول على نظرة شمولية للموضوع كي تتخذ القرار المناسب حياله. 

عندما تكون منغمس في التفكير في المشكلة التى تواجهها، ستكون غير قادر على اتخاذ أي قرار لأن نظرتك محدودة، فأنت والمشكلة أصبحتما شيء واحد، ولكن عندما تخرج من جدران المشكلة وتنظر للأمر بنظرة شمولية ستكون أقدر على اتخاذ القرار المناسب لك، فهنا أنت بحاجة للاستعانة بأشخاص آخرين يساعدونك في تسليط الضوء على الجوانب المخفية عن وعيك بسبب انغماسك التام في المشكلة.

 

يمكن لك الاستعانة بصديق يجيد الاتصات والحوار أو الاستعانة بلايف كوتش (ممكن حياة) للحصول على جلسة كوتشنج. 

الهدف الأساسي من جلسة الكوتشنج هو رفع وعيك بجوانب المشكلة التى تواجهها، وإزالة اللبس والغمامة التى أمام عينيك كي يسهل عليك الرؤية بوضوح ومن ثم اتخاذ القرار المناسب لك.

 

بعض القرارت قد تكون أصعب من غيرها وتحتاج للتحليل والتمحيص خلال عدة جلسات، بينما قرارات أخرىوأن كانت محيرة بالنسبة لك، ولكن من خلال جلسة كوتشنج واحده يمكن لك أن تحسم أمرها، لأن الكوتش يستخدم مهارات معينة و يطرح أسئلة محددة تزيل اللبس من أمامك.

 

الخلاصة: 

  1. درب عضلة الحدس لديك من خلال الانصات لصوتك الداخلي  
  2. تجاوز مخاوفك ولا تخف من المستقبل وثق بالله وبنفسك
  3. ارفع من وعيك بجوانب المشكلة من خلال الحوار مع صديق أو لايف كوتش 

     

مريم الخواجه 

كوتش لإعادة بناء الذات والاتصال بالجوهر