الكوتشنج وهرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب
May 02, 2023
عندما نتحدث عن أقنعة الإيجو أو الذات الزائفة دائما نعلل أن سبب وجود هذه الأقنعة هو الحاجة لحماية الذات من التعرض للألم، ونقصد بالألم تحديدا، التعرض للنقد أو الرفض لأن ذلك يشعرنا بعدم القبول بالتالي الشعور بعدم الإنتماء بالتالي الشعور بالوحدة وأننا أشخاص غير محبوبين أو جديرين والمحصلة تكون هو شعورنا بالدونية
فإذا كان وجود القناع يكمُن في حماية الذات فإن التخلي عن القناع سيكون في حالة الشعور بالأمان
فقط عندما نشعر بالأمان لن تكن هناك حاجة لحماية الذات
وشعورنا بالأمان سيتحقق عندما نشعر أننا مقبولين كما نحن من دون شروط، بمعنى أن أفكاري ومشاعري وشخصيتي وسلوكياتي مقبولة لدى الطرف الآخر فلا داعي لأن أحمي نفسي بقناع كي أخفي حقيقتي، وشعوري بالقبول يعني شعوري بالإنتماء والذي سيشعرني بالحب وعدم الدونية
عندما نشعر بالأمان في ضمن العلاقات العاطفية والإنسانية فإن جهازنا العصبي يسترخي، ونظام الحماية (الكر والفر/ الهجوم أو الهروب) يتوقف لأنه لم يعد له حاجة في حالة الشعور بالأمان وذلك يعني أن هرمون التوتر، الكورتيزول يعود للمستوى الطبيعي وفي المقابل فإن هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب يتم افرازه في الدماغ عندما نتواجد مع الأشخاص الذين نشعر معهم بالأمان
تذكّر أن
الشعور بالأمان = الشعور بالإنتماء = الشعور بالحب
هرمون الأوكسيتوسين يفرز من خلال التفاعل الإجتماعي ومساعدة الآخرين، والجدير بالذكر أن علاقة الكوتشنج تُبنى على أساس الثقة والأمان والقبول الغير مشروط من قبل الكوتش تجاه العميل بالتالي عندما تتواجد في بيئة آمنة خالية من اصدار الأحكام وتسمح لك بالتعبير عن ذاتك وأفكارك ومشاعرك فإن جهازك العصبي يسترخي لأنك لا تحتاج أن تدافع عن نفسك أو تبرر تصرفاتك والنتيجة تكون انخفاض في مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) وفي المقابل افراز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب)
والنتيجة تكون علاقة نجاح - نجاح لكلا الطرفين ليس من خلال النجاح المادي فقط وإنما النجاح المعنوى أيضا
انخفاض مستوى هرمون التوتر يعزز أيضا من قدرتك على التفكير بوضوح والتركيز على ماهو مهم بالنسبة لك واتخاذ القرارات وحل المشكلات بكفاءة أعلى، مما يجعل خدمة الكوتشنج من أكثر الخدمات فعالية وتأثير
هرمون الحب أيضا يتم فرزة في دماغ الكوتش عندما يقدم الدعم والمساعدة للعميل ويشعر بالأمان معه، لذلك وقبل البدء في جلسات الكوتشنج الفعلية، فإن علاقة الكوتشنج الآمنة يجب تأسيسها أولا، وذلك يكون من خلال البدء بجلسة تعارفية تسمح لكل من الكوتش والعميل أن يتعرفا على بعضهم البعض ويقيسا مدى التوافق والانسجام بينهما ومن بعد ذلك يتم أخذ قرار البدء في جلسات الكوتشنج أو إنهاء العلاقة في حال شعر أحدهما بعدم الأمان أو الراحة
شعورك بالأمان مع الكوتش يسمح لك بالتكشف عن ذاتك بكل شفافية من دون خوف، بالتالي السماح لذاتك الحقيقية بالظهور، وبذلك يرتفع وعيك بذاتك ويحدث النمو والتطور في شخصيتك
مريم الخواجه
كوتش لقيادة الذات الحقيقية